غريب: الجماهير اشترت التذاكر وتحولت على عين المكان

ما حكاية إلغاء عرض مجموعة «اناثيما» بتونس... وهل صحيح ما يتردّد عن علاقة المنظمين بعبدة الشيطان؟

//

هل له علاقة بدسائس ومؤامرات أم بالاجراءات الإدارية؟ كانت كل الأمور تسير على ما يرام بالنسبة لعرض مجموعة «اناثيما» (anathema) العالمية الشهيرة في موسيقى الروك  والذي كان مقررا تنظيمه يوم 4 أفريل الماضي بكنيسة الاكروبوليوم بقرطاج.

//

 وقد بيعت كل التذاكر المخصّصة لهذا العرض ونفذت في وقت قياسي لتنشط بعده السوق السوداء حيث ارتفعت التذكرة من 30 دينارا إلى 200 دينار.

ونظرا لشهرة هذه المجموعة فقد علمنا أن البعض من الجمهور قد قطع تذاكر الطائرة من بلدان مختلفة لحضور العرض بتونس لكن المفاجأة وربما الصدمة كانت كبرى حيث فوجئ الجمهور بإلغاء الحفل وهم أمام الكنيسة في انتظار ساعة الدخول. وذكر أحد المنظمين للجمهور الذي تجمع بأعداد غفيرة على عين المكان أن سبب تأجيل العرض يعود لأسباب تقنية وان تأجيله سيكون بيومين فقط أي يوم 6  افريل لكن النقاش الحاد بين الجمهور والمنظمين على هذه السابقة التي لا تنم حسبهم على أي حسن نية ولا حرفية قد أجبرت المنظمين على الاعتراف بالحقيقة المرة وهي أن العرض ألغي نهائيا لأسباب إدارية ووعدوا بارجاع مستحقات الجمهور. وعلى حد علمنا والى حد كتابة هذه الأسطر لم ينفّذ الاتفاق بعد وبقيت الحقيقة غامضة وفسّرت بتفسيرات عديدة منها ما هو منشور في الانترنات في عديد المواقع والبوابات الالكترونية مثل الفيس بوك. ومن بين هذه الأسباب الأكثر تردّدا من طرف أحباء موسيقى الروك في تونس اتهام هشام حمريت مدير عدة مهرجانات مختصة في الموسيقى الغربية في تونس منها مهرجان القيتارة الذي أقيم منذ أسابيع بمؤامرة لإلغاء العرض بالتنسيق مع أطراف مسؤولة حتى يظل الشخص الوحيد الذي يرجع بالنظر له في تنظيم مهرجانات الموسيقات الغربية ومنها الروك. وتتمثّل هذه المؤامرة بربط هذه المجموعة بعبدة الشيطان. وقد اتصلنا بهشام حمريت لمعرفة وجهة نظره في الموضوع فقال «ليس لي دخل بالموضوع ولا بإلغاء العرض والبلاغ الذي أصدرته جمعيتي هو ردّ منّا على كل الإتهامات التي وجّهها لنا جماعة «روك تونس». وللتذكير فإن جمعيتنا هي أكثر طرف ينظّم حفلات الروك والموسيقى العالمية بتونس.. وأضاف هشام حمريت قائلا «لقد ألغى هذا العرض المذكور لعدم توفر الصفة القانونية فيه زيادة على بيعه للتّذاكر عن طريق عقد وهي زيادة على عدم خضوع هذا العرض للمجرى القانوني مع وزارة الثقافة أساسا.

وقد شن أحباء موسيقى الروك في تونس حملة تشهير بهشام حمريت ونعتوه فيها بنعوت سيئة جدا لا نقدر حتى على ذكرها لتعرضها لمسائل تتعلق بالتهديد والشتم ونشر صور مركبة تسيء له... واستبعد البعض من المختصين في موسيقى الروك بتونس أن يكون إلغاء هذا العرض على علاقة لهذه المجموعة بعبدة الشيطان وتظل هذه الفرضية  مستبعدة نظرا لاختلاف عناصر هذه المجموعة بعبدة الشيطان في مستوى الفكر واللوك زيادة على تقديمهم لموسيقى هادئة. وحتى نعطي لقيصر ما لقيصر اتصلنا بالمنظمين-  الذين يعرفون بروك تونس 2009 ـ نذكر منهم احمد شبيل وثامر مكي حيث أعلمنا هذا الأخير وهو الملحق الصحفي  للعرض بان الاشكالية لا تتعلق بروك تونس 2009 فأعضاؤها هم مجرد متعاونين على المستوى الرسمي وذكر ان سفارتي ايطاليا وهولندا هما المكلفتان قانونيا بتنظيم العرض والتنسيق في كل المسائل الإدارية وذكر الملحق الصحفي بانه سبق لمجموعة روك تونس ان نظّمت مع عدة سفارات وهياكل أخرى مثل سفارة البرازيل عروضا لمجموعات موسيقية عالمية بالقبة وبالمركز الثقافي والرياضي بالمنزه السادس وبسينما الحمراء ولم يحصل أي إشكال. وأضاف بأنهم يصدد التحقيق في الأمر وسيعلنون عن كل التفاصيل في ندوة صحفية ستقام في بداية هذا الأسبوع.بقي أن نشير إلى أن جزء من المسؤولية في إلغاء هذا العرض يعود إلى غياب  تنسيق تفاصيله الإدارية التي تمر عبر قنوات رسمية ويبقى السؤال هل كان بإمكان وزارة الثقافة تلافي الأمر خاصة وأن قدوم هذه المجموعة  الشهيرة والعالمية  إلى تونس تم  قبل العرض بيومين وظلت في تونس أسبوعا كاملا أما السؤال الذي يردده الجمهور ولم يحصل على إجابة عنه هو ما مصير أكثر من 30ألف دينار أو يزيد لهذا العرض التي حصل عليها المنظمون كعائدات من التذاكر زيادة على دعم المستشهرين فهل يفي المعنيون بوعودهم بإرجاع المستحقات لأصحابها.

عن علاقة المنظمين بعبدة الشيطان

عن علاقة المنظمين بعبدة الشيطان